إذا كنت من المهتمين قليلاً بالبتكوين وبالعملات الرقمية, وتقنية البلوكتشين, فلابد أنك سمعت بما يدعى انقسام الشبكة أو ما يدعى ( Hard Fork ) وهناك أيضاً ما يدعى ب (Soft Fork) هو نوع آخر من الانقسام , في هذا المقال سوف نتناول موضوع ال (Hard Fork).
هو عملية تغيير جذري على البروتوكل الأساسي للشبكة , بحيث ينجم عنه شبكتين مختلفتين , يمكنك تخيله كمفترق الطرق , عند نقطة معينة من الطريق الرئيسي , يتفرع الطريق الرئيسي إلى طريقين مختلفين كليّاً , وكل منهما يؤدي إلى وجهة مختلفة.
الفرق الجوهري في حالة البلوكتشين أن الطريق الأساسي يحتوي على كتل برمجية وسلسلة طويلة من تاريخ الشبكة , فالذي يحدث بالضبط عند الإنقسام هو أن احد الطريقين الفرعيين يعتبر نفسه امتداد للطريق الرئيسي , والطريق الآخر يعتبر نفسه بداية جديدة مستقلة تحمل التغيرات الجذرية على البروتكول الأساسي , ويبدأ بتشكيل تاريخه الخاص.
وهذا التحول الجذري يترك المستخدمين أمام خيارين: إما التحديث والمضي مع البروتوكول المُغير جذرياَ , أو البقاء على البروتوكول القديم.
لماذا يحدث الانقسام أو الفورك ؟
يحدث على سبيل المثال لتصحيح مخاطر معينة في البوتوكول الأساسي , أو لتطبيق ميزة جديدة , أو لعكس التحويلات الماضية ( وهي حالة نادرة الحدوث , ولكنها حدثت بالفعل عندما تم اختراق (DAO: (Decentralized Association organization , على البلوكتشين الخاص بالايثيريوم , حيث وافق مجتمع ايثيريوم بالكامل تقريبا على القيام بعمليق الانقسام , تاركين خلفهم البلوكتشين القديمة والتي تحوي التحويلات حيث تمت عملية الاختراق , وبذلك الشبكة القديمة التي تحوي تحويلات ما قبل الاختراق أصبحت بلا قيمة , لأن المجتمع بالكامل قام بالتحديث إلى النسخة الجديدة من البروتوكول وبهذه الطريقة أيضاً تم استعادة النقود المسروقة.
هناك بعض الأسباب الأخرى التي يمكن أن يحدث بسببها الانقسام , كاختلاف الأيديوليجيات داخل مجتمع عملة معينة , فيكون هناك جزء كبير من المجتمع مع إجراء تغير جذري على البروتوكول , وجزء كبير آخر ضد هذا التغير وذلك الاختلاف في التصور ينجم عنه انقسام في الشبكة , حيث كل مجتمع يتبع البروتوكول الذي يظنه صحيحاً , في هذا النوع من الانقسامات ينتج عملة جديدة كلياً , كالانقسام الذي حدث في شبكة البتكوين عام 2017 منتجاً عملة جديدة تدعى بتكوين كاش.
أنا شبه متأكد أنك لم تحب هذا المقال كثيراً 🙂 , ولكن صدّقني إنه قيًم .
